بين الثورة و مطالبها التونسي يجني الارهاب

بعد ان تغلب التونسي على الظلم على القمع و الاستبدادية و شتت خلايا الدكتاتورية فرح تميز و تالق بهذه الثورة التي دخلت من ابواب واسعة في التاريخ العربي و حتى الغربي . لو نعد قليلا الى تلك الاوقات الرائعة الخالدة بعيد سقوط الدكتاتورية وهروب الدكتاتور زين العابدين بن علي و عائلته الى السعودية سنجد كل بيت في تونس يحتفل لهذ النصر العظيم يوم انجلاء الغيوم يوم شروق شمس الحرية يومها استنشق التونسي ريح و نسمات الحرية على اصولها و عرفنا ايامها المعاني الحقيقية لحرية التعبير التنقل حرية النقد ,حلقنا عاليا نصرخ بأعلى اصواتنا “اننا احرار اننا حققنا ديمقراطية بلدنا” حينها كل الدول انشدت معنا
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
و لابد لليل ان ينجلــــــي و لا بد للقيد أن ينكســـــــر
كل الشعوب العربية و الغربية صفقت لنا و باركت الثورة التونسية التي كانت بادرة و مفتاح بقية الثورات العربية .
هي ايام لم و لن تنسى مهما غير جبابرة السياسة مسارها و دنس تاريخها ,ايام عرفنا خلالها معاني التعاون و التكافل معاني الاخوة و ان الصديق و قت الضيق عرفنا خلالها مبادئ و قيم واعراف الدين الاسلامي السمح نتذكر تلك الليالي الحالكة التي ازر فيها الجار جاره و يحمي منزل جاره قبل منزله تلك العصابات الاجرامية التي لم نعرف هويتها الى حد الساعة و توغلها في كل شبر في الجمهورية التونسية من اجل ترويع و تخويف التونسي لكننا تصدينا لها بالحجارة و العصي كما واجها المواطن في ولاية القصرين رصاص الارهاب يوم الهجوم المسلح على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو.
المهم ان التاريخ بعضمته لن يتمكن اي شخص على على هذه الارض مهما علا شأنه ان يغيره او يمحو اثره او يغير انجازات الشعب التونسي الذي ضاع شبابه من قبل عصابات اجرامية تتكلم باسم الدين و الاسلام بريئ منهم هجروهم الى سوريا الى العراق دنسوا عقولهم اليانعة اليافعة بافكار ارهابية وكل ذلك باسم الجهاد , الشاب الذي ادخل عنوة في متاهات انهت حياته و دمرت عائلته فبعد ان كان الشاب التونسي قدوة اصبح الة ووسيلة استعملها خفافيش الظلام برسم صورة اخرى لتونس صورة الارهاب الغاشم الذي بني على الباطل على القتل و الذبح و الترويع .
هي فترات اخرى تشهدها تونس في الوقت الراهن فترات صعبة نطلب من الله ان يخفف وقعها مع هذه الظاهرة الدخيلة علينا التي اجتاحت هذه الارض الطيبة غصبا و التي ذهب ضحيتها الشاب التونسي. هي ظاهرة الارهاب التي بدأت كواليسها باكتشاف مجموعة ارهابية اطلقت النار على رئيس مركز الحرس الوطني انيس الجلاصي ببوشبكة من معتمدية فريانة من ولاية القصرين المتاخمة للحدود الجزائرية اردته قتيلا, ثم العثور على وكر نفس المجموعة المتحصنة بجبل الشعانبي بولاية القصرين . من هناك و منذ ذلك الوقت و بعد انتخابات 23 اكتوبر بدأ شبح الموت من قلعة النضال ولاية القصرين التي ساهمت و بشكل كبير في محو حقبات الاستبداد انطلاقا من الاستعمار الى حكم بن علي الى القضاء على افة الارهاب انشاء الله .
كما قلنا الاحداث بدات تظهر في شهر ديسمبر (كانون الاول) في منطقة بوشبكة الحدودية بعد استشهاد انيس الجلاصي ثم بتسجيل اصابات عدة و استشهاد عدد من الامنيين و العسكريين في مرتفعات جبل الشعانبي الوكر الاول للارهابيين وذلك جراء انفجار عدد كبير من الالغام الارضية في الجبل على الامنيين و الجنود الذين خرجوا الى الجبال لتمشيطها .
ومنذ تلك الاحداث بدأت المأساة الحقيقية تحاك في ولاية القصرين المدينة التي نهش الفقر و التهميش عضمها وأثقل كاهل سكانها لكنها لن ولم تصمت امام الظلم و الاستبداد فهي مدينة الشهداء منذ بداية التاريخ الى حد الان ليزداد ألمها من خلال السيناريو المأساوي الذي اذي احيك لها جيدا لاخراص صوت الحق فيها .
العمليات الارهابية التي جدت مدينة القصرين كبديل للمشاريع التنموية و توفير مواطن الشغل و الحد من الفقر و التهميش و هي مطالب ثورة 14 جانفي 2011 . هذه المدينة غابت عنها الانجازات و غرس فيها الارهاب و القتل و الذبح لتتكاثر العمليات الارهابية الغاشمة التي استهدفت عدد كبير من الامنين و العسكريين . عمليات خلفت الدموع و الالم خلفت اطفال ميتمة و امهات ثكالى, خلفت ارامل, خلفت نقطة سوداء في ولاية القصرين وفي تونس ككل. فالعمليات الاجرامية تطورت من الالغام الى القتل رميا برصاص ثم الذبح في حق 8 جنود ازهقت ارواحهم في شهر الصيام في شهر الرحمة الشهر الذي حرم فيه الرسول الاكرم زهق الارواح و اسالة الدماء وذلك في شهر رمضان المعظم سنة2013 ليعاد نفس السيناريو في شهر رمضان2014 ولكنها بطريقة اشنع وخسائر بشرية اكبر فوقائع الحادثة متمثلة في كون ان مجموعة ارهابية استهدفت دوريتين من الجيش الوطني بأسلحة ثقيلة وذلك قبل الافطار بقليل لترمي خمسة جنود بالرصاص ثم تستهدف الدورية الاخرى متكونة من تسعة جنود بسلاح ار بي جي استشهدوا جميعهم واحرقت اجسادهم بالكامل.
ايام عصيبة وفترات صعبة عاش على وقعها التونسي بعد ظهور هذه الافة الفتاكة ,التونسي الذي مل الحديث عن السياسة و اضمحلت ثقته في الاحزاب و ارتفعت الاسعار ليصبح هدفه الوحيد هو تحقيق الاستقرار و القضاء على الارهاب وهذا هو مربط الفرس فالهدف من زرع الارهاب في تونس الهاء الشعب عن متاهات السياسية
فكلما اراد الساسة تمرير قانون معين او اخفاء حقيقة ما الا و جرت عملية ارهابية زهقت فيها الارواح و شدت انتباه التونسي .
وتبقى حقيقة من صنع الارهاب في تونس و من يحافظ على وجوده ومن يموله ماديا او معنويا رهين التاريخ الذي سيكشف من خان الوطن ومن دنس الاسلام ومن سفك الدماء فمهما طال الزمن او قصر فسنحدث ابنائنا و الاجيال القادمة على انجازات التونسي
و انجازات صانعي الارهاب وكل سيجاز على افعاله انشاء الله .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*