لم يمنعهم صغر سنها من تعنفيها، نسبوا لها تهما خطيرة بعد كتابتها لتعليق يذمهم على صفحتها الخاصة على “الفايسبوك”، ليتم ايقافها يوم الإربعاء 17 ديسمبر 2015 من قبل الوحدات الأمنية بالكاف بتهمة الإساءة للغير عبر شبكة التواصل الاجتماعي وهضم جانب موظف.
تدوينة على الفايسبوك يقودها الى الإيقاف
“سيب عليكم مني عادت سياسة تكميم الأفواه ومشني ساكتة 17 ديسمبر ما تفكركم بشي؟”
هكذا حدثتنا “عفراء بن عزة” ابنة ولاية الكاف ، وهي طفلة انخرطت في الحياة السياسية و أصبحت ناشطة في المجتمع المدني و سنها لم يتجاوز ال17 ربيعا،تركت مقاعدة الدراسة في ذلك اليوم والتحقت برفاقها لمساندتهم في حملة ‘ مناش مسامحين”. وعلقت ” عادت سياسة تكميم الأفواه من قبل الأمنيين ،وعادت سياسة القمع و الإستبداد من جديد “.
كاسرة قيود الخوف والخضوع قائلة ” سبب ايقاف جاء على خلفية تعليقاتي ” الفايسبوكية” ولم يكن على بسبب بومخلوف.” ” اليوم تحطيت مع المجرمة وقتالة الأرواح لأني عبرت عن رأيي لذلك أنا مهدد بالسجن لاني عبرت وقلت كلمتي ونقدت ” البوليس” في وطن 17 ديسمبر وهذا لا يعني شيء سوى مرحبا بالقمع مرحبا بتكميم الأفواه.”هي كلمات كانت كافية لتقود بن عزة الى قضبان السجن وايقافها من قبل الوحدات الأمنية التي اعتدت عليها على مرء من والدتها ماديا ومعنويا دون مراعاة صغر سنها.
اطلاق سراحها و محاكمة منتظرة
“عفراء أيها الصوت الذي لا يعرف الخضوع والذل .. لك الشمس والفجر البهي . سيزول ليلهم ولا يظل سوى ما يصنع الأحرار من نور قلوبهم . مبارك لك حريتك”، ” “عفراء انتِ الان مسؤولة اكتر، الليلة التي امضيتها في السّجن اججت نارَ عدم الاستسلام فينا من جديد ، لذلك لا تستسلمي وكوني كما عهدناك، واعلمي انك كلما تعرضت لمضايقة سنقلب الدنيا ولا نقعدها”. شعارات و وقفات احتجاجية تزامنت مع التحقيق مع عفراء.
لتشتعل نيران الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي و في الشارع التونسي جميعهم نددوا بإيقاف هذه الطفلة دون موجب حق فقط لأنها عبرت عن رأيها في صفحات التواصل الاجتماعي.
اعتداءات بالجملة على الصحفيين ونعتهم بالإرهابيين
ضرب مبرح ، سب وشتم ، تهشيم للمعدات ، ركل و صفع ، كلام بذيء وعلى مرء من الجميع تم العتداء على حوالي 30 صحافيا ومنعهم من نقل الأحداث في شارع محمد الخامس وبعد العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة تقل عدد من الأمن الرئاسي والتي خلفت 12 شهيدا.
حالة طوارئ … و مداهمات عشوائية
صفارات انذار ، سيارات أمنية و حشودا من رجال الأمن ،صراخ و سب وشتم للمواطنين والتوقيت الثالثة صباحا والسبب هو مقاومة الإرهاب و ايقاف متعاونين مع الإرهابيين ، الايقافات بالجملة ، تحطيم للأبواب و النوافذ ، أدباش ملقات هنا و هناك وصراخ أطفال و نساء و المذنب هو رجل الأمن الذي داهم منازل في حلق الواد للبحث عن متشددين دينيا و متورطين في أعمال ارهابية.
الطالبة سناء حدثتنا بخوف شديد على اقتحام منزلها بصفة مرعبة قائلة “سبعة أمنيين خلعوا باب منزلنا ووجهوا سلاحهم نحونا والصراخ يعم المكان وبصفة جنونية فتشوا أدباشنا وهم يسبوننا و يشتموننا ليحدثوا فوضة عارمة داخل جميع الغرف .”
“خفت كثيرا وأنا طالبة اقطن أنا وشقيقي حتى انهم لم يقولوا لنا من هم فقط اتهمونا بأننا نخبئ السلاح داخل منازلنا .”
أما المواطنة “حليمة” وهي إمراة متزوجة في عقدها الخامس و أم لطفلين تقطن في حلق الواد في منزل صغير بلوعة كبيرة حدثتنا عن مداهمة منزلها في وقت متأخر ” بينما كنت نائما اذ بالباب يطرق بقوة ثم خلع الباب اذ بأناس يلبسون زيا أسود اللون ورافعين في وجوهنا أسلحة بها ضوء خافت فصرخ وقلت لهم من أنتم ماذا تريدون؟” إلا أنهم واصلو تفتيش المنزل و خلق فوضى في كل أركانه ثم أمرو طفليا بإرتداء ملابسهم و الخروج من المزل حتى يتسنى لهم تفتيشه”. وأطفالي يبكون ، لم أفهم مالذي يحدث و ما سبب ذلك وعند خروجي وجت سيارات أمنية و عدد مأهول من رجال الأمن في كل مكان.’
لايوجد أي قانون يحمي المواطن أمام قانون الإرهاب
” لايوجد أي قانون يحمي المواطن أمام قانون الإرهاب ” و نحن الأن بين مطرقة الإرهاب و سندان إفتكاك الحريات” هكذا حدثنا المحامي ماهر بوعزي عن وضعية المواطن التونسي الذي اصبح مخيرا إما بالتنازل عن حرياته أو العيش في دولة الإرهاب .
وبلهجة حادة صرح لنا المحامي ماهر بوعزي “انه من غير المعقول مداهمة المنازل بطرق همجية و مكافحة الإرهاب لا تكون بإرعاب المواطنين و حرمانهم من حقهم في التعبيبر”
أصبحت حرية التعبير و النشاط الجمعياتي او السياسي على المحك فغفراء بن عزة و ألاف المواطنين التونسيين الذين تضرروا ضررا جسديا و نفسايا جراء ايقافهم بسبب تمرير معلومة أو التعبير عنها أصبح هذا الأمر يهدد أمن الدولة و سلامتها. لتتفاقم الاعتداءات على المواطنين بعد كل عملية ارهابية و التبرير الوحيد لوزارة الداخلية هو محاربة الإرهاب لنوضع اليوم في معادلة خطيرة أعطني حريتك أعطيك أمنك.
ثريا القاسمي