تثبت قبل أن توقع

 

وضعيات اجتماعية و اقتصادية  دفعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تطلق حملة “قبل ان توقع” للنهوض بواقعهم.

أحلامها خالفت واقعها

تحدت الصعاب، وثابرت، و بذلت اقصى مجهودها فتألقت ونجحت بإمتياز، وصلت الى حلمها بعد عناء طويل حتى أصبحت  جندا من جنود السلطة الرابعة.  2008 سنة تاريخية مثلت لها  نقطة تحول في حياتها وحياة آسرتها بعد ان تخرجت من معهد الصحافة وعلوم الاخبار.الصحفية سميرة سوري صفة حلمت بها منذ نعومة أظافرها حتى ادركت غايتها ، بعد ان تحدت ظروفها المادية و الاجتماعية.

“مكره أخاك لبطل”

حدثتنا سميرة بلوعة كبيرة و بحرقة ” أنا المعيلة الوحيدة لعائلتي المتكونة من ثلاثة أفراد تخرجت منذ حوالي سبع سنوات لكني لم أتحصل الى حد الان على عمل رسمي أضمن به حياة كريمة انا و أسرتي  أو حتى  شراء مستلزماتنا   و توفير تكاليف علاجي  .” تعبت من البحث عن عمل من مكان الى اخر دون  جدوى ولم أتحصل على  مورد رزق رسمي سوى فتات خبز لا يسمن ولا يغني  من جوع .

بلهجة حادة و بصوت مرتفع تقول سوري ” كأني نبيع في قطعة مرقوم أو زربية ” ، ” أنا نخدم بالقطعة ”  “أعمل مع قناة نسمة دون تغطية اجتماعية و أتقاضى بعض المليمات بعد شهرين من العمل .”و أنا مجبرة على ذلك حتى أتمكن من شراء دوائي .”

حملة قبل أن توقع

DSC_4762

عرف لنا  خميس العرفاوي عضو في المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين في مقر النقابة التي لم تهدأ الحركية الحملة “هي لقاء مشترك بين اتحاد الصحفيين الدوليين و النقابة الوطنية للصحفيين.فكانت من المبرمج أن تنطلق في 15 سبتمبر لكن و بحكم تزامن هذا التاريخ مع العودة المدرسية تم تأجيلها الى 30 سبتمبر و ستتواصل الى حدود 15 ديسمبر المقبل”

“عشرات الصحفيين يشتغلون في ظروف مهنية هشة و ما حدث لعدد منهم بكل من قناتي   ” حنبعل” و” تونسنا” المؤسستين اللتين قامتا بطرد عدد من صحفييها ” . ” و نحن كنقابة من دورنا أن ننبههم بما لهم وما عليهم” وأضاف محدثنا  لموقع ” تونس الخضراء “أن الهدف من هذه الحملة “على الصحفي ان يتثبت قبل أن يوقع عقود عمل مع المؤسسات الإعلامية وأن يلجأ لنا حتى يضمن حقوقه الكاملة وحتى الصحفية سميرة تتمتع بحقوقها “.

“نحن مع هذه الحملة… ومصيرنا مهدد”

   رئيس الجامعة التونسية لمديري الصحف الطيب الزهار لم يكن له موقف مغاير لما أكده خميس العرفاوي حيث أشاد دور هذه الحملة و وضح لنا “نحن مع هذه الحملة و على الصحفي أن يتمتع بكافة حقوقه كما أنها مبادرة ايجابية ستساهم في تنظيم القطاع.”

و استدرك  حديثه” وضعية الصحفيين مرتبطة بشكل مباشر بوضعية المؤسسات الإعلامية التي تشكو من ازمة مادية ستؤدي حتما الى إغلاقها ان لم تتدخل الحكومة بدعمنا  المالي و الإشهار .”

“قبل ان توقع”حملة  تراها الصحفية سميرة سوري متأخرة و نتيجتها منعدمة ولن تفيد الصحفي بشئ لأن هناك اجراءات استعجالية أهم وأجدر تنهض بوضع الصحفيين وتغير حياتهم الى الأفضل وذلك بتضامنهم و تكاتف السلط المعنية  من أجل تحسين الوضعياتهم .

نشر في موقع تونس الخضراء 

ثريا القاسمي 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*