عار الأمة العربية… شهداء سوريا الأبية…الملاك الغارق

باسم الدين دمروك يا سوريا…وباسم الجهاد في سبيل الله شردوا أطفالك ونسائك انتهكوا حرمة شعبك الابي … ذبحوه …وأحرقوه …فجروه…وهجروه ورحلوه.

في المراكب هاجروا وعلى الاقدام ساروا … هربوا من الموت فكان حليفهم …كانت سوريا أمهم التي تجمعهم في الأفراح و الأحزان … ماتت الأم وتشتت الأبناء.

فمنهم من لم يقدر على فراق والدته فتمسك بطرف كفنها و التحق بها، ومنها من خاف الموت فهرب من الخطر المحدق و غادر سوريا .

بأعداد غفيرة ركبوا المراكب البالية …

نساء و أطفال، شيوخا وشبابا، كبارا وصغارا ،توافدوا الى الشاطئ حتى بلغوا ال200 شخصا.

لم يقدروا على تحمل الظلم، لم يقدروا على مواصلة الحياة في قبر والدتهم المغتصبة التي كستها الدماء، و طغت عليها مشاهد الموت و الدمار.

انطلقت رحلتهم ، رسمت ابتسامة خفيفة على وجه أم ” الملاك الغارق” لكن في عيناها خوفا من مصير مجهول و طريق لم تكن تعلم أنه مشؤوم.

طال سفرهم ، ملوا الانتظار و تمنوا ان تلامس أرجلهم التراب و يحسوا بالأمان والاستقرار ، أملهم الوحيد أن يجدوا بلدا يأويهم ومسلم يطعمهم و يكسوهم، لكن يا خيبة المسعى .

خذلهم المسلم و المركب .

خذلهم الخشب و البحر، خذلتهم الطبيعة، خذلتهم الأحلام و الأماني.

خذلهم القدر المشؤوم .

إلهي رحمتك يا لله ، رفقا بعبادك الضعفاء ، رفقك بملائكتك الصغار.

تكسر المركب ، و تعالت الأصوات المستغيثة ،

يا عرب أنقذونا : يا أمة محمد ، ايها المسلمون أين انتم أين دفاعكم عن دينك أين حبالكم و مراكبكم أين انتم؟ أغيثونا أنقضوا أطفالنا و نسائنا .

لم نطلب مساعدتك في سوريا ، ولم نبحث عن متأسلمين لنصرتنا، لكنكم حضرت ودمرتم ،قتلتم وذبحتم ، شردتم و أسرتم .

إلهي لا تحرمنا من أطفالنا، إلهي لا تأخذ فلذات أكبادنا.

صراخ، عواء، بكاء لكن ما من مجيب.

ما من مجيب وما من منقذ …

دقائق هي حتى عم الصمت و السكينة المكان، عم الهدوء و الصفاء وهدأت الأمواج .

هي لحظات فقط حتى طفت كسوة ” الملاك الشهيد” على الماء.

هي لحظات حتى انتشرت الجثث هنا و هناك.

اه يا عرب ، أه يا أمة ، أه يا مسلمين ، يامن ماتت فيكم النخوة .

يامن إنعدمت فيكم القيم الانسانية…

يامن بعتم هممكم ، وبعتم ضمائركم …

يامن دنستم الأوطان ، و انتهكتم الحرمات..

يامن قتلتم الابرياء ، و عذبتم الأمهات، يامن بعتم العذارى …

أهكذا أوصاكم الرسول محمد ؟.

أبهذا الجرائم نصرتم الإسلام؟.

يتمتم الأطفال ، ورملتم النساء ، عثتم في الأرض فسادا باسم الدين .

عن أي إسلام تتحدثون وعن أي جهاد تتكلمون.

الدين برئ منكم يا خونة ، الدين برئ منكم يا أمة مسخت الاوطان ودنست الإسلام.

نم بني ، نم أيها ” الملاك”.

لن تكون الأول ولن تكون الأخير.

حذائك أطهر من حكام باعوا ذممهم من أجل المال و الجاه.

حذائك أنقى من ثيابهم و قمصانهم البيضاء.

حذائك أطهر من الشرف و العفة المنتهكة من سيدتهم أمريكا وعاهرتهم موزة.

نم بني كما نامت ضمائرهم ، نم بني فمقتل الصحفي الذي أساء الى النبي يهمهم أكثر من شهادتك ، أهم من روحك الطاهرة .

ساروا في الصفوف الأمامية رافعينا كلنا شارلي، و أداروا رؤوسهم عنك يا بني .

لم تثر اهتمامهم أو تحرك شعورهم الميت، تركوك وحيدا بني تصارع الأمواج.

تصارع الموت وحيدا، لم تف قوة أمك التي أتعبتها المياه وقطعت أنفاسها على إنقاذك.

خذلها بطنها الخاوي، و جسمها النحيف وخوفها الكبير حتى تكمل طريقها وتوصلك الى بر الأمان .

لن تقول ماما بعد اليوم ولن تلعب بعد اليوم ولن نستمع الى صوتك العذب.

سنستمع فقط الى نقيق الضفادع المندد بموت السياح.

سنستمع فقط الى نهيق المتأسلمين، سنسمع فقط الى فتاوى شيختهم موزة .

سنستمع الى أخبار الحكام و أصحاب الجاه .

الى صوت الثوريين المنافقين ، المدافعين على من قتل الأمة العربية .

الى من يجاهد و يتاجر بالدين مقابل أموال باعوا بها الضمير.

باعوا شرفهم وعرضهم ، باعوا دينهم و ارتدوا بعد ان ولوا الى عاهرتهم أمريكا و اسرائيل.

لك الله يا طفولة غرقت في بحر الموت، لك الله يا سوريا ، لك الله يا أمة عربية غطت في نوم عميق و تراقصت على جثثها الحمير ، لك الله يا أمة خذلت الانسانية و خذلت الإسلام.

ثريا القاسمي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*