آن الأوان أن تلتفت لنا الدولة

تجرعنا مرارة الفقر والحرمان.
اغتصبت أحلامنا بالحرمان و القهر و البطش.
انتظرنا لسنوات، ولعقود أن نتغير و تتغير احلامنا البسيطة.
حلمنابالنورالكهربائي، بالماء الصالح لشراب، بمواطن الشغل.
حلمنا بالطرقات المعبدة، و المشاريع المزدحمة و الخدمات السريعة.
ذقنا مرارة الاقصاء ، و التهميش، كرهنا الانتخابات التي تسرق منها اصواتنا كما سرقت ثرواتنا و أمالنا و حتى احلامنا.
عشنا تحت الضغط ، تحت القمع و الاستبداد.
عشنا للبوليسي المتسلط، و الموظف المتكبر.
عشنا تحت رحمة الحاكم و المحكوم، تحت رحمة الظالم و المظلوم.
عشنا لهم وشبعنا فقرا و تهميشا و حرمان .
منذ الصغر تربينا على الخضوع و الخنوع
تربينا على الخوف و السكوت عن حقوقنا
يقولون أنهم عاشوا 23 سنة من الاستبداد لكننا عشنا عقودا من الاستغلال.
يقولون انهم حرموا من ممارسة حقوقهم ، و أنشاء احزابهم الواهية
لكننا حرمنا من المسكن والملبس، حرمنا من اللعب من التحرك
حرمنا من الطرقات، حرمنا كل ضروريات الحياة.
في الوقت الذي كانوا فيه خاضعين منصاعين لسيادة رئيسهم
خاضعين لأموال سرقت منا باسم التبرع ، باسم مساعدة الضعيف و الفقير في الوقت الذي سلبوا هذه الاموال من حفاة الأقدام ، من العراة ،من الجائع ومن المحروم .
أطفالهم يمرحون ويلعبون ومن مكان الى اخر يتنقلون .
و أطفالنا للجهات يسافرون، يحترقون من أجل بضع المليمات.
يتشردون، و يتعبون من أجل جمع ثمن كسوتهم و وتمن كتبهم.
يشقون حتي يتعلموا ويتخرجوا ثم يعودون الى نقطة البداية .
يعودون الى التشرد ،يعودون الى الأعمال الشاقة.
دون عمل يضمنوا به عيش كريما.
الى أن آن الأوان.
وكسرت كل القيود إلى رفعت كل شعارات الحرمان و الكبت و الاستبداد.
سالت الدماء وبكت الأمهات الثكالى لفراق أبنائهم.
دفعوا الغالي و النفيس من أجل الوطن.
غادرونا وتركوا هذه الحياة دون رجعة.
تركونا ظنا منهم أن الجائع سيشبع،و أن العاطل سيعمل ، وأن الوطن سينصف،و أن دمائهم ستطهر أرض هذا الوطن.
تعالت الأصوات المنادية لحق الشهيد وحق المظلوم ،وحق المناطق الداخلية المهمشة.
فخلنا أن تونس ستصيح سويسرا كما قالوا لنا أو ستصبح فرنسا أو حتى قطر.
مرت الأيام فتبدلت العقليات و الأفكار فمنهم من تحدث عن ختان البنات ، و أخرون عن الجهاد.
وعن تعدد الزوجاتـ.
ألهذا ثار المسكين و المظلوم و الفقير و المحروم الذي يشقى و يتعب من أجل إطعام أكوام من اللحم.
كثرت التأويلات و الفتن. تباينت الأفكار و كثر الهرج و المرج. السب و الشتم الى أن كفر بعضهم الأخر.
وسالت الدماء من جديد من دماء نقض الى بلعيد الى البراهمي الى بن مفتي.
تعالت الأصوات ، تراشقت التهم ، فخلنا ان الشعب التونسي إما سينقسم أو سيلتحم .
وأمام كل هذه المشاهد و ازدحامها، نرى “الزوالي” و العاطل عن العمل و المشرد كلهم ينظرون الى ما يحدث دون أن يفهموا ماذا يحدث.
ألهذا خلقت الثورة، ألهذا مات الشهيد، ألهذا سقط النظام الدكتاتوري.
تسارعت الأحداث و تتالت الى أن انفجرت الأوضاع وضاعت المطالب و تاجروا بالقضية ، قضية الزوالي ، قضية الفقر و التنمية، قضية الحرية و الديمقراطية.
ليحدثونا عن الألغام ، ليحدثونا عن الإرهاب و الكمائن و القصف و الحملات الامنية و أن تونس أرض دعوة وليست جهاد.
أصبحنا دمى متحركة يقودونا حيت شاءوا و متى شاءوا بتعلة الخوف من الارهاب و مقاومة هذه الافة.
ضاعت مطالبنا وسط ضوضاء القتل و الذبح و القصف.
اوهمونا ان قانون مكافح الارهاب هو منقذ البلاد و أن عدم المصادقة عليه سيدخل داعش الى أرضنا ونحن لازلنا نردد” شغل حرية كرامة وطنية”.
ادخلوا علينا الذبح و القتل في شهر رمضان حتى اصبحنا نخاف هذا الشهر و نهاب المناسبات، أقنعونا ان شيخ التسعين هو منقذ البلاد و انه سيدحض الإرهاب. فتحاف مع نهضته وبقينا نحن الأعداء للوطن. بقينا ننتظر التغيير، ننتظر التشغيل و انصاف شعوب ذاقت مرارة التهميش و النسيان ذاقت مرارة الإقصاء.
فعدنا الى نقطة البداية حكم تجمع _اخواني بنفس المشهد و نفس الوضع الاجتماعي و الاقتصادي.
فضاعت احلامنا و امالنا بين الارهاب المصطنع و حب الكراسي الازلي و ضاعت الانسانية و الكرامة بعد أن رمينا في دوامة الارهاب و ان الخضوع و الخنوع هو نجاتنا الى بر الأمان.
فجنوا هم المال و الجاه و جنينا نخن الموت و الخراب جنينا الدماء فقلوا ابنائنا الأبرياء و قتلوا فينا الحياة ليعيش شيوخ الفتن و شيوخ التسعينات .
متى سينتهي هذا الكابوس متى سننهض ونفتك مصيرنا و مستقبلنا الذي سطره الخونة و الجبناء الذي عجزوا عن صناعة التاريخ.
الخونة الذين زيفوا التاريخ بدماء الشهاء بدماء الابرياء.
فكفانا خضوعا و آن الأوان أن تلتفت لنا الدولة فإما الحياة أو الممات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*