البطالة تقود الشباب الى … طريق الموت

دخل عدد من الشباب المعطلين عن العمل في اضراب جوع وحشي بالقصرين منذ حوالي الاسبوع في مقر الاتحاد الجهوي للشغل . رفعين جملة من الشعارات المنادية بالتشغيل و التنمية و حق الجهة في المشاريع التي من شأنها أن توفر مواطن شغل لأبناء الجهة.
وضعيات اجتماعية هشة

هم خمسة شبان دخلوا في اضراب جوع وحشي لليوم السادس على التوالي ساندهم في ذلك عدد من الشباب المعطلين هم ايضا عن العمل ، كانوا مستلقين على حشايا متأكلة ، وجوههم شاحبة ، عاجزين حتى عن الكلام ، حلمهم الوحيد هو التشغيل .
أعمارهم كانت ما بين 21 سنة و 49 سنة وحدهم مطلبهم الاساسي وهو العمل فرغم مشاركة اهالي القصرين في الثورة الا انهم لم يجنوا الا البطالة و الفقر و الارهاب هكذا حدثنا احد المضربين مضيفا أنه يبلغ من العمر 21 وتعب من البطالة و أن حلمه الوحيد ه العمل لا غير مضيفا ” أنه ينتمي الى عائلة محتاجة و أغلب افرادها معطلين عن العمل ” يقول ” أنه يموت في اليوم ألف مرة كلما اعطته والدته بضع المليمات ليذهب و يشارك اصدقائه في التنزه او حتى الذهاب الى المقاهي “.مضيفا انه ” عجز عن ايجاد عمل في ولاية القصرين نظرا لغيابه تماما في هذه الجهة المهمشة على مدى عقود”.
مضربا اخر كان يبلغ من العمر 49 عاما ” يقول أنه أب لرضيع و هو عاجز تماما عن توفير حاجيات ابنه و عائلته ، وانه كره الفقر و التهميش و البطالة .

“المسؤولون خذلونا…”

“الشغل حق مش مزية ” ، ” من حقي نخدم ” ” ساهمنا في الثورة و جنينا البطالة و الفقر و الارهاب ” جملة من الشعارات التي هتف بها المضربون داخل مقر الاتحاد لكن دون مجيب . مؤكدين انه ومنذ خوضهم لهذا الاضراب لمي يزرهم اي مسؤول ولا عضو من مجلس نواب الشعب .
كما أكدوا أن ولاية القصرين رغم مساهمتها في الثورة الا أنها لم تنصف من قبل الحكومات المتعاقبة على تونس فلم نرى مشاريع تنموية أو بنية تحتية جيدة أو مواطن شغل ترتقي بوضعية ابناء هذه الجهة المناضلة .قدمنا الشهداء و روينا التراب بالدماء لكن جزينا بالإرهاب و التهميش فازداد فقرنا و ازداد ألمنا” عبارات سردها المضربون وفي حلقهم غصة و في قلوبهم نقمة على الحكومات التونسية .

أصحاب البطون الخاوية يتوعدون الحكومة

تعددت الرسائل التي وجهها أصحاب البطون الخاوية الى الحكومة و الى المسؤولين و الى نواب الشعب الذين لم يمثلوا الشعب ولم يعبروا عن معاناتهم و لم ينقلوا مشاكلهم، ولم يولوا اهتمام الى أبناء جلدتهم .أما الحكومة التي همشت القصرين و زادتها فقرا ولم تعرها اهتماما بل كان الارهاب و الفقر جزؤها .فكانت رسالة المضربين انهم لن يصمتوا ولن يتراجعوا عن مطالبهم و لو كلفهم ذلك حياتهم .فإما أن تلتفت السلط المعنية للمناطق الداخلية أو يتركوا كراسيهم هذا ما صرح به المضربون الذين هددوا بالتصعيد في صورة عدم الاستجابة الى مطالبهم .
طفت ظاهرة اضرابات الجوع و الاعتصامات من جديد في العديد من ولايات الجمهورية للمطالة بالتشغيل و التنمية في المناطق الداخلية أمام غياب اي تحرك لسلط المعنية لإنقاذ الشباب الذي اختاروا طريق الموت اما بالإضرابات الجوع أو الذهاب البؤر التوتر للمشاركة في ما يسمى بالجهاد أو الهجرة الى دول اخر بطرق غير شرعية .في الى متى هذا الصمت المتقع في الوقت الذي اختار فيه الشباب طرق محفوفة بالمخاطر و مآلها إما الموت أو الموت ؟.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*