ياروشي تحتفل بعيد استقلالها

1

الحادي عشر من شهر نوفمبر 1918 هو يوم نقش في ذاكرة كل مواطن بولوني صغيرا كان أو كبيرا، رجالا، نساء وأطفالا .
هو يوم رمزي للجميع دون استثناء، يحتفلون به كل سنة. يوزعون فيه الحلويات وتنظم فيه الحفلات الموسيقية ويتم فيه تكريم عائلات المناضلين وشهداء الحرب العالمية الثانية.
وأنت تتجول في شوارع “ياروشي” المدينة التي تبعد حوالي 300 كلم عن وسط العاصمة البولونية ” فارسوفي” والتي تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 70 ألف ساكن تجد الألعاب منتشرة في كل مكان وعلم بولونيا مرفوع في كل منزل في هذه المنطقة احتفالا بعيد الاستقلال .
عيد الاستقلال أجواء احتفالية بامتياز ….
وأنت تتجول في ساحة ” ياروشنسكا” تجد جميع الناس يحتفلون بعيد الاستقلال, الفرحة والسعادة تغمر الجميع، فلا مجال للحزن والحديث عن المشاكل في هذا اليوم العظيم, حلويات توزع وبالونات بمختلف الأشكال والألوان محلقة في سماء المدينة الملبدة, فبرودة الطقس لم تمنع المواطنين من الاحتفال بهذه المناسبة.
عند دخولي لساحة الاحتفال لفت انتباهي شاب كان يمتطي حصانا أبيضا ويرتدي ملابس جندي حمراء اللون، ويتجول بين الحضور, وعند سؤالي عنه قالوا لي أنه يجسد شخصية القديس ” مارتن” الجندي وهو راعي المدينة وهو ايطالي الجنسية ورمز النضال والتضحية من أجل الوطن في نظر متساكني هذه المنطقة الباردة و لكنها دافئة بطيبة أهلها وحفاوة استقبالهم لنا وهو شخصية فقيرة لكنه غني بحب الناس له .
22
يوم تاريخي … يخلد ذكرى شعب مناضل …
كل المارة كانوا يأخذون صورا للذكرى مع الشخصية التي ترمز للقديس “مارتن” فهو رمز الأصالة والشجاعة بالنسبة للبولونيين لذلك وجب احترامه وتخليد ذكراه .وما يميز عيد الاستقلال في بولونيا هو توزيع نوع واحد من الحلوى يعرفون به، هذه الحلوى توزع مجانا في كل المناسبات الرسمية و الغير رسمية . وهي ترمز أيضا للقديس مارتن , اخذت شكل حدوة (قطعة حديدية تحمي ساق الحصان ) حصان القديس.

القسط الكبير من الاحتفال كان للأطفال، فالبولنديين يولون اهتماما كبيرا لأبنائهم ويحرصون على اسعادهم ورسم حياة جميلة في مخيلتهم الصغيرة . كانوا يلعبون، يأكلون الحلويات ويشترون اللعب والبالونات. الفرحة مرسومة على وجوه الأطفال و حتى الكبار .
الطفلة “فرونيكا” والتي تبلغ من العمر 11 سنة و تدرس في الصف الخامس في المدرسة الابتدائية “بياروشي”, كانت متواجدة في الساحة , ترتدي ملابس جديدة، تعتبر أن هذا اليوم هو يوم عيد و فرحة وهي لا تذهب فيه الى المدرسة وهي تخصصه فقط للعب وأكل الحلويات , فهو يوم استثنائي تفعل فيه ما تريد وتذهب حيث تشاء .متمنية السعادة الى كل الناس واعدة إياهم بأن تفيد وطنها وتصبح طبيبة تعالج الناس وتساعدهم.
33
مدينة ياروشكي استقلال بجبة التغيير و التطور…
“مارك بشيموشينسكي ” وهو سياسي معروف في مدينة “ياروشي” ومترشح للانتخابات البلدية من بين خمسة مترشحين اخرين لهذه السنة وكان واليا سابق للمدينة من 1990 الى غاية 1993 و يبلغ من العمر 69 سنة يرى أن المدينة في تطور ملحوظ منذ سنوات فقد تغير كل شيء البنايات و المؤسسات والمحلات, وتزايد عدد السكان و هناك العديد من المشاريع في المنطقة وذلك بفضل دعم الاتحاد الأوروبي لبولونيا .كما أن أغلب الناس يتمتعون بالماء الصالح للشراب والكهرباء و هذه انجازات كبيرة.
34
هذا و دعا “بشموشينسكي” “الفائز في الانتخابات البلدية الى ايجاد حلول جذرية لمشكل البطالة التي تبلغ في المدينة حوالي 14 بالمائة من خلال بعث مشاريع استثمارية جديدة و الاكتظاظ من خلال انشاء طرقات فرعية في المدينة حتى نتجنب هذه المشكلة”
و ختم مارك كلامه معاتبا السلط المعنية لسهوهم وعدم تعليق اعلام وسط مدينة ياروشنسكاعلى عكس المواطنين الذين رفعوا علم بولونيا أمام منازلهم معتبرا أن هذا السهو خطأ كبير في حق الوطن و في حق الشعب .
يبقى لعيد الاستقلال نكهة خاصة بالنسبة للبولونيين فهو يوم تاريخي و احتفالي بالنسبة لهم يتجدد فيه حب الوطن و تتجدد العزيمة من اجل تطوير مدينة ياروشكي وبولونيا ككل والحد من المشاكل كالبطالة التي تعتبر المعضلة الأساسية لهم .
هي مناسبة واكبتها بعد اختياري رفقة ثلاثة زملاء أخرين بعد أن اجرينا دورة تدريبة في مدينة جربة واختارنا صحفيون بولونيون من أصل عشرين صحفي بعد ان اجتازوا امتحان من أصل حوالي 150 شخص من مختلف ولايات الجمهورية التونسية من قبل جمعية Alternative Média التي تهتم بتكوين الصحفيين في مجال صحافة المواطنة و تدريبهم على العمل الميداني وإيلاء أهمية قصوى للصحافة المحلية .
ثريا القاسمي

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*