يا من زيفتَ كل الحقائق, و أغلقتَ كل الأبواب, يا من هدمتَ كل معاني الحب, لو لم أكن أنا لما عرفتَ معاني الحب و أدركتَ مراحل العشق و أنواعه.
أنا التي نُقشتْ حُروف اسمها في قلبك الأسود, ستبقى تعشقني بعد رحيلي, وستشتاق دوما لرائحةِ عطري الذي لفح وجهك و صُبغ على قميصك الأسود. لن أمحى من مخيلتك ولن أندثر فأنا الهواء الذي تتنفس , و أنا النبضات التي بها تحيا .
سأغير عطري و أٌغلق أبواب صدري و ستذوب الذكريات و تضمحل, لتبقى جسدا بلا روح.
هي كلمات لن تَفهم معناها ولن تَحُل رموزها فقط لأنك تجهل معاني قمة العشق و الهوى , لأنك أنت الخائن , أنت من استبدل عطري و نظرات عشقي, استبدَلها بتلك الرائحة المقرفة, لتبقى رجل بلا حاضر و لا مستقبل , لن تفهم معاني كلماتي لأن المرأة بالنسبة لك جسد بلا روح ولا احساس.
ستعيش عيشة ضنكي, لن تعرف الأمن, ولن ترى لحظات الطمأنينة, ستتغير محطات حياتك, و ستتغير القاطرة ألف مرة فقط لأنك ساذج, وأناني, لأنك همجي ما من شيء تراه إلا و تريد أن تعبث به, فقط لأنك رجل.
سأرحل و ألملم أشلائي, سأرحل من قلعتك الواهية, لتعيش على ذكرياتي وذكرى عطري, وذكرى صوتي و كلماتي.
ستبقى وحيدا بعد أن تتعطل كل القاطرات, وعندها ستجد قاطرتي شاغرة ولن يُسمح لك بالصعود إليها أو حتى الاقتراب منها لأنك الخائن. سأختار طريق اللاعودة , سأختار طريقي أنا وحدي
هل أغضبتك كلماتي هذه , هدء من روعك , أيها الأناني , يا من تعودت على سماع الكلام الرنان , ويحك ستفقد عقلك .إني أراك على مشارف الجنون , هل هو جنون العشق أم جنون المس من الكبرياء و الكرامة , هذه البداية فقط , ستموت عشقا ولن تشتم ريح عطري فقط لأنك الخائن .
هي الكلمات وحدها تكفيني , ستطفئ نار الألم و الفراق , ستطفئ نار البعد و الهجر. بكلماتي هذه سأغير ما دمرت و أطهر ما دنست , سأمحي ذكرياتك وأنا مستمتعة لأني تركتك وغيرت طريق حياتي , و غيرت رموز الحب و مفهومه الى الابد.
الوداع يا ضحية النزوات و الشهوات , الوداع يا ضحية الغرور و الأنانية , واعلم أن الشمس ستشرق في عالمي السرمدي و يغرب نورها في عالمك الى الابد.
ستعيش في ظلام حالك , ولن ينجلي عن قلعتك التي تفوح منها رائحة الألم و الانين و الموت. هي كلماتي الأخيرة بعد ان دفنت حبي , هي كلماتي الاخيرة بعد أن اسدل الستار وانجلت لعنة حبك عني .
فالوداع … الوداع ….
مجرد رجل أغوته رائحة عطر مزيف تفوح من جثة أفعى , و كلمات نفاق و تُرهات رجل تعود على الغدر و الكذب .كيف لا و أنت أستاذ الغدر, أستاذٌ تتلمذ على أيادي أفعى غمست فيك سمها القاتل, سم الخيانة و السذاجة.
قلتها وأعيدها, يا من تهوى القمامات و روائح المستنقعات, وبقايا الكلاب فقط لأنك الخائن…
أعلم علم اليقين أنك ستعود للبحث عنها , فاذهب حيث شئت لكنك لن تجد نسمات عطري , ولن تجد الأمن و السكينة . فقط لنك الخائن .
اذهب الى الملاهي التي تعشقها و ارتمي في أحضان العاهرات , فهذا هو انت اذهب فأنت معفى
و مطرود من جنتي و ريحي وريحاني .
اه كم أنت طفولي ومسكين , كم أنت ساذجٌ ولعوب .
اتركني و أغرب عني, اتركني و كلماتي و ألحان موسيقى عذبة تنسيني ماضيك الأسود . ماذا تظن نفسك تارك ورائك ؟ لم تترك سوى الألم و الاسى . ماذا تظن نفسك فاعل غير القسوة و الجمود؟ , سأغادر عالمك ولن أعود, ولن أندم على هذا الرهان لأني لم أضيع أيقونة مثلما فعلت أنت و لن أخسر جوهرة بارقة و نادرة مثلما فعلت أنت .
سأرحل فقط انا وقلمي و بضعة أوراق بيضاء أخط فيها ذكريات رجل متهور و أناني , لن أكرر أخطائي وأعفو عنك مرة أخرى .
هي ليلة الوداع لكنه وداع اروع من الخيال , وداع تحت غطاء الألحان العذبة و الكلمات الرنانة . ما أروعه من فراق , سأتركك و أحلق بعيدا سأبتعد عن عالمك المزيف لأنسج عالمي السرمدي كما اريد أنا فقط أنا ملكته .